بعد وفاة 32 شخصاً.. كولومبيا تعلن الطوارئ الصحية بسبب «الحمى الصفراء»

أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو عن فرض حالة الطوارئ الصحية والاقتصادية في البلاد، بعد تفشي مرض الحمى الصفراء الذي تسبب حتى الآن في وفاة 32 شخصًا وإصابة 74 آخرين، معظمهم في المناطق الوسطى والغربية من البلاد، واعتبر بيترو أن القرار يأتي "من أجل الحياة"، في إشارة إلى خطورة الفيروس وتهديده للصحة العامة.

وأشار تقرير وبائي صادر عن المعهد الوطني للصحة في كولومبيا إلى أن التفشي بدأ في سبتمبر 2024 من منطقة ريفية شرق مقاطعة توليما، وذكر موقع قناة “REMO TV”، اليوم الخميس، أن هذه المنطقة ما تزال تحتضن غالبية الإصابات، بواقع 57 إصابة و23 وفاة، في حين لم تُسجّل خلال عام 2024 سوى 13 إصابة في هذه المنطقة قبل عودة الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات مؤخرًا.

تحذيرات من انتقال العدوى إلى المدن

رغم أن الإصابات ما تزال محصورة في المناطق الريفية، حذّر الرئيس بيترو من أن الحرارة المرتفعة الناتجة عن أزمة المناخ قد تؤدي إلى انتشار بعوضة الزاعجة في المناطق الحضرية، وهي الناقل الأساسي للفيروس، وقال بيترو: "البعوض في المدينة أخطر من بعوض الغابة، فعدد الأشخاص المعرّضين للعدوى أكبر بسبب الكثافة السكانية".

وانتقد الرئيس الكولومبي الأصوات التي قللت من شأن الأزمة وربطتها باعتبارات اقتصادية، وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "نعلن حالة طوارئ اقتصادية بعد الطوارئ الصحية، ليس بسبب المهربين أو شركات النفط، بل لأننا نواجه مرة أخرى فيروسًا، هذه المرة الحمى الصفراء".

وأكّد بيترو أن الحكومة ستعتمد على الشبكة الصحية الوطنية التي تم تطويرها خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى أهمية تسريع حملات التطعيم في المراكز الصحية العامة.

وأضاف: "الوقاية هي أولويتنا، رغم إهمالها طويلًا في كولومبيا"، مؤكدًا أن الدولة ستستفيد من الخبرات الوقائية المحلية والدولية لمواجهة هذا التحدي الصحي الكبير.

الحمى الصفراء

تعرف منظمة الصحة العالمية الحمى الصفراء بأنها عدوى فيروسية خطيرة تُنقل عبر لدغات البعوض، خاصة من نوعي Aedes وHaemagogus، ويُصنف الفيروس ضمن عائلة Flaviviridae، ووفقًا للمنظمة، فإن المرض له تأثيرات متعددة ويُعتبر من التهديدات المحتملة للأمن الصحي العالمي بسبب قدرته على الانتشار السريع.

تبدأ أعراض الحمى الصفراء عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 3 إلى 6 أيام، وتشمل الحمى، والصداع، وآلام العضلات، والغثيان، وفقدان الشهية، وتختفي الأعراض في معظم الحالات خلال أربعة أيام.

ومع ذلك، تحذر المنظمة من أن نسبة صغيرة من المصابين يدخلون في مرحلة ثانية تُعرف بـ"المرحلة السامة"، حيث تظهر أعراض شديدة مثل تلف الكبد والكلى، اصفرار الجلد والعينين، نزيف داخلي، والقيء الدموي، وتشير البيانات إلى أن نصف المصابين بهذه المرحلة يموتون خلال أسبوع إلى عشرة أيام.

تعد كولومبيا واحدة من الدول التي عانت في السنوات الأخيرة من تبعات التغير المناخي وتفشي الأمراض المدارية، وتشكّل المناطق الريفية بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للفيروس، ويأتي إعلان الطوارئ الصحية والاقتصادية في وقتٍ تشهد فيه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية معقّدة، مما يضاعف من أهمية التحرك العاجل للحد من انتشار المرض وإنقاذ الأرواح.